الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين فقد. وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله ﷺ قال: "بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده، ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان " رواه البخاري ، ومسلم .وقال ﷺ:" إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" رواه مسلم
- وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة مهما كانت الأحوال، في حال الأمن والخوف، وفي حال الصحة والمرض، وفي حال الحضر والسفر، ولكل حالةٍ صفة تناسبها في الهيئة والعدد، فلا تسقط بحال ما دام العقل موجودا، فلا يجوز تركها ولا إخراجها عن وقتها، وإن عجز عن شروطها من الطهارة أو ستر العورة او استقبال القبلة، يصلي بلا طهارة وبلا ستر العورة وإلى غير قبلة حسب استطاعته.
- الصلاة: عبادة ذات أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم. وقد كانت صلاة الرسول ﷺ فيها الطمأنينة، وفيها الخشوع فهي أعدل صلاة، وأكمل صلاة وقد قال ﷺ: "صلوا كما رأيتموني أصلي" أخرجه البخاري.
المقدمة:
الصلوات الخمس آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي الصلة بين العبد وخالقه، فمن تركها قطع صلته بالله. قال الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } فلا يجوز تركها ولا إخراجها عن وقتها.
يتوجه المصلي إلى القبلة وهي الكعبة أينما كان بجميع بدنه، واستقبال القبلة شرط في صحة الصلاة. ويستحب له أن يجعل له سترة يصلي إليها إن كان إمامًا أو منفردًا.
يجب أن ينوي بقلبه فعل الصلاة التي يريدها من فريضة أو نافلة، ولا ينطق بلسانه بالنية؛ لأن النطق باللسان غير مشروع، لأن النبي ﷺ لم ينطق بالنية ولا أصحابه رضي اللّه عنهم.
يجب أن يصلي الفريضة قائماً، فإن لم يستطع صلى جالساً، فإن عجز صلى على جنبه مستقبل القبلة بوجهه، فإن عجز صلى مستلقياً لقوله ﷺ لعمران بن حصين: «صَلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب» - رواه البخاري - وزاد النسائي: «فإن لم تستطع فمستلقياً»
يكبر تكبيرة الإحرام وهو قائماً قائلًا: الله أكبر، وهي الركن الأول في الصلاة ؛ لقوله ﷺ " مِفتاحُ الصَّلاةِ الطُّهورُ وتحريمُها التَّكبيرُ وتَحليلُها التَّسليمُ "، ويُسنُّ له أن يرفع يديه عند التكبير إلى حذو منكبيه أو إلى حيال أذنيه. ويسن له الناظر ببصره إلى محل سجوده.
ويسن له أن يضع يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد على صدره، لثبوت ذلك عن النبي ﷺ.
يُسنُّ أن يقول دعاء الاستفتاح وهو: "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد". متفق عليه. وإن استفتح بالحديث الآخر: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك" .
ويسن أن يقول: أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم.
يقرأ سورة الفاتحة وهي الركن الثاني ، لقوله ﷺ "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" متفق عليه، يقرؤها قراءة مرتلة ومطمئنة، يعطي الحروف حقها.
ويسن أن يجهر بالفاتحة في الصلاة الجهرية، في الركعتين الأوليين من المغرب والعشاء والفجر والجمعة، وفي السرِّية: الظهر والعصر والركعة الأخيرة من المغرب، والركعتين الأخيرتين من العشاء، يُسِرُّها بينه وبين نفسه . ويسن إذا قال: وَلا الضَّالِّينَ . أن يقول بعدها آمين.
ويسن أن يقرأ ما تيسر له من القرآن، والأفضل أن يقرأ بعد الفاتحة في الظهر والعصر والعشاء من أوساط المفصل، وفي الفجر من طواله وفي المغرب تارة من طواله، وتارة من قصاره، عملا بالأحاديث الواردة في ذلك. (وطوال المفصل: من سورة ق إلى سورة المرسلات ،وأوساطه: من سورة النبأ إلى سورة الليل ،وقصاره: من سورة الضحى إلى الناس)
يركع وهو الركن الثالث ، ويجب أن يقول حال نزوله للركوع: الله أكبر. ويسن مع التكبير أن يرفع يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه، ويسن أن يسوِّي رأسه مع ظهره معتدلًا مطمئنًا واضعًا يديه على ركبتيه مفرقًا أصابعه، ويجب أن يقول حال ركوعه: "سبحان ربي العظيم". ويسن أن يكرر ها ثلاثًا أو أكثر، ويستحب أن يقول مع ذلك:﴿ سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي﴾ متفق عليه.
يرفع رأسه من الركوع ويستتم قائماً ،وهذين الركن الرابع والخامس ، ويجب أن يقول (سمع اللّه لمن حمده) إن كان إماما أو منفردا، ويقول وجوبا حال قيامه: (ربنا ولك الحمد) إماما أو مأموما أو منفرد. ويسن أن يرفع يديّه إلى حذو منكبيه أو أذنيه عند رفعه من الركوع.
ويسن أن يقول بعد قوله ربنا ولك الحمد، حمدًا كثيرًا طيبا ًمباركًا فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد.
يسجد على أعضائه السبعة: الجبهة مع الأنف، واليدين، والركبتين، وبطون أصابع الرجلين، وهذا الركن السادس ، ويجب أن يقول عند نزوله للسجود: الله أكبر. ويسن أن ينزل إلى السجود واضعًا ركبتيه قبل يديه إذا تيسر له ذلك، فإن شق عليه قدم يديه قبل ركبتيه .
ويسن أن يجافي عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخذيه، وفخذيه عن ساقيه، ويرفع ذراعيه عن الأرض ، مستقبلا بأصابع رجليه ويديه القبلة ضامًّا أصابع يديه مادًّا لها .
ويجب أن يقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى، ويسن أن يقول ذلك ثلاثًا أو أكثر، ويستحب أن يقول مع ذلك: ﴿سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي﴾ ، ويكثر من الدعاء لقول النبي ﷺ (وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم) ويسأل ربه من خير الدنيا والآخرة، سواء كانت الصلاة فرضًا أو نفلا.
ومن الدعاء المأثور عنه ﷺ (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
يرفع رأسه مكبِّرًا ويجلس بين السجدتين وهي الركن السابع . ويقول وجوباً: رب اغفر لي. ويطمئن في هذا الجلوس ولا يعجل.
ويسن أن يفرش قدمه اليسرى ويجلس عليها، وينصب رجله اليمنى ويضع يديه على فخذيه وركبتيه ، ويستحب له قول: وارحمني واهدني وارزقني وعافني واجبرني.
*ثم بعد ذلك يسجد السجدة الثانية مكبرًا ويفعل فيها كما فعل في السجدة الأولى. ثم بعد السجدة الثانية ينهض قائمًا إلى الركعة الثانية. ويستحب أن يعتمد على ركبتيه إن تيسر له ذلك وإن شق عليه اعتمد على الأرض. ثم يفعل كما فعل في الركعة الأولى.
يجلس للتشهد الأخير وهو الركن الثامن ، بعد رفعه من السجدة الثانية في الركعة الثانية ، إذا كانت الصلاة ثنائية- أي ركعتين- كصلاة الفجر والجمعة والعيدين.
يجلس للتشهد الأخير و يقرأ التشهد وهما الركن التاسع والعاشر، وصفته أن يقول: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ثم يصلي على النبي وهي الركن الحادي عشر. ويسن أن يقول "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد"
ويستحب أن يستعيذ بالله من أربع فيقول: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال) ثم يدعو بما يشاء.
ويسن في جلوسه هذا أن ينصب رجله اليمنى، ويفترش رجله اليسرى، ويضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، ويقابض أصابعه كلها إلا السبابة فيشير بها إلى التوحيد، أو يقبض الخنصر والبنصر من يده اليمنى ويحلق إبهامها مع الوسطى ويشير بالسبابة ؛ لثبوت الصفتين عن النبي ﷺ . ويضع يده اليسرى على فخذه اليسرى وركبته. ويسن أن يجلس متوركاً في التشهد الأخير الذي بعده السلام ، إذا كانت الصلاة أكثر من ركعتين بأن ينصب رجله اليمنى ويخرج رجله اليسرى من الجانب الأيمن من تحت ساقه اليمنى.
وفي صلاة المغرب الظهر والعصر والعشاء يقرأ وجوباً التشهد الأول (التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله) وبعد الانتهاء من التشهد الأول ، يجب عليه القيام لركعة الثالثة مكبراً . ويسن أن يرفع يديه قائلا الله أكبر، ويكمل صلاته كما تقدم. ويسن أن ينهض قائمًا معتمدًا على ركبتيه، رافعًا يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه قائلا: الله أكبر.
يسلم تسليمتين إذا انتهى من التشهد الأخير وهي الركن الثاني عشر، ويجب أن يقول : السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة اللّه ، ويسن أن يلتفت عن يمينه في التسليمة الأولى ثم عن شماله في التسليمة الثانية .
يسن بعد السلام: أن يقول ثلاث مرات أستغفر الله، ثم يقول: ﴿اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام﴾ ، ثم يقول: ﴿لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا اللّه ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا اللّه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون﴾، ويسبح الله ثلاثا وثلاثين ويحمده مثل ذلك، ويكبره مثل ذلك ويقول تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.